نظمها الإمام البوصيري في القرن السابع الهجري، تلبية لرؤيا منامية رأى فيها النبي صلى الله عليه وسلم يمنحه بردته، فكان شفاءً له من مرض الفالج الذي ألمّ به.
تقع القصيدة في عشرة فصول:
-
في الغزل وشكوى الغرام: يبدأ الشاعر بالتعبير عن شوقه وحبه للنبي صلى الله عليه وسلم، مستخدمًا أسلوب الغزل العفيف.
-
في التحذير من هوى النفس: ينتقل الشاعر إلى التحذير من هوى النفس ومخاطره، داعيًا إلى التمسك بالعقيدة والابتعاد عن المعاصي.
-
في مدح سيد المرسلين: يبدأ هنا مدح النبي صلى الله عليه وسلم، فتُطرَقُ أوصافه الخلقية والخُلقية، ونشأته، ورسالته، ومعجزاته.
-
في الإسراء والمعراج: يصف الشاعر رحلة الإسراء والمعراج بأسلوبٍ بديعٍ مُجزِل، مُبرزًا عظمة هذه الرحلة ومنزلة النبي صلى الله عليه وسلم.
-
في معجزات النبي: يُفرد الشاعر فصلًا لذكر بعض معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، كشطر القمر، وانشقاق البحر، وإحياء الموتى.
-
في غزواته: يُسلط الضوء على غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وشجاعته، وحسن قيادته، ونصره على أعدائه.
-
في المناقب الحميدة: يُعدد الشاعر مناقب النبي صلى الله عليه وسلم، كحُسن خلقه، وكرمه، وعفوِه، ورحمته.
-
في التوسل بشفاعته: يتوسل الشاعر بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة، راجيًا منه المغفرة والرحمة.
-
في خاتمة القصيدة: يُختتم الشاعر القصيدة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ودعاء الله تعالى بقبولها.
ميزات قصيدة البردة:
- جمال اللغة وبلاغتها: تميزت القصيدة بأسلوبٍ لغويٍّ فصيحٍ وبلاغةٍ عالية، مع استخدامٍ مُتقَنٍ للصور البيانية والمعاني البديعية.
- غزارة المعاني وعمقها: تناولت القصيدة مختلف جوانب حياة النبي صلى الله عليه وسلم، من مدحه وذكر فضائله، إلى التوسل بشفاعته.
- تأثيرها العاطفي: تُلامس القصيدة مشاعر القارئ وتُثير فيه مشاعر الحب والتقدير للنبي صلى الله عليه وسلم.
- مكانتها الدينية: حظيت القصيدة بمكانةٍ دينيةٍ عظيمة، واعتبرها الكثيرون من أجمل ما قيل في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.
تُعدّ قصيدة البردة تحفةً أدبيةً خالدةً، تُعبّر عن عمق إيمان الشاعر وحبه للنبي صلى الله عليه وسلم، وتُخلّد ذكراه العطرة في قلوب المسلمين عبر العصور.
حياة الإمام البوصيري:
نشأته وتعليمه:
- وُلِد الإمام البوصيري في قرية دلاص بمحافظة المنيا في صعيد مصر عام 637 هـ.
- نشأ في بيتٍ ملتزمٍ دينيًا، وحفظ القرآن الكريم في صغره.
- انتقل إلى القاهرة لطلب العلم، فتتلمذ على يد كبار علماء عصره في مختلف العلوم، مثل: اللغة العربية، والفقه، وأصول الدين، والبلاغة، والعروض.
- تأثر بالتصوف الإسلامي، وتتلمذ على يد الشيخ أبي العباس المرسي.
حياته العلمية:
- عُرِف الإمام البوصيري بعلمه الغزير، وذكائه، وفصاحته.
- شغل منصب قاضي القضاة في مصر لفترة قصيرة.
- اشتهر بتأليف العديد من الكتب في مختلف العلوم، أشهرها: “شرح البردة”، و”حمزة الباصري”، و”زهر الربيع”.
مكانته الشعرية:
- يُعدّ الإمام البوصيري من أشهر شعراء الإسلام، وأكثرهم تأثيرًا.
- اشتهر بقصائده في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أشهرها قصيدة “البردة” التي حظيت بمكانةٍ عظيمةٍ بين المسلمين.
- تميز شعره بالجزالة، والبلاغة، وجمال المعاني، وصدق المشاعر.
وفاته:
- تُوفي الإمام البوصيري في القاهرة عام 695 هـ.
- ترك رحيله إرثًا علميًا وأدبيًا غنيًا، لا يزال يُفيد المسلمين حتى يومنا هذا.
من أهمّ صفات الإمام البوصيري:
- العلم: كان من كبار علماء عصره، وبرع في مختلف العلوم.
- التقوى: كان رجلاً صالحًا ملتزمًا بالدين.
- الذكاء: كان ذكياً فطناً، وذا حافظة قوية.
- الفصاحة: كان من أفصح شعراء عصره.
- الإخلاص: كان مخلصًا في إيمانه، ومحبًّا للنبي صلى الله عليه وسلم.
تأثيره:
- ترك الإمام البوصيري تأثيرًا كبيرًا على الفكر الإسلامي والأدب العربي.
- حظيت قصائده، خاصةً قصيدة “البردة”، بشعبيةٍ واسعةٍ بين المسلمين، وتُقرأ في المناسبات الدينية والاجتماعية.
- تُرجمت قصائده إلى العديد من اللغات، ونُشرتْ فيها شروحٌ ودراساتٌ كثيرة.
للمزيد عن حياة الإمام البوصيري، يمكنك مراجعة المصادر التالية:
- موقع بوابة الإسلام: https://www.islamweb.net/ar/library/content/1503/118/index.php?page=bookcontents_ver3&ID=122&bk_no=1503&idfrom=118&idto=118
- موقع قصة الإسلام: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%88%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D9%8A
- كتاب “البردة وشرحها” للإمام البوصيري