أنغام المديح النبوي: دراسة لدور ‘البردة’ و’الهمزية’ في التراث السماعي المغربي

تُعد قصيدتا “البردة” و”الهمزية” من أبرز القصائد المديحية في التراث الإسلامي، وتتمتعان بمكانة خاصة في المغرب، حيث تندمجان في التقاليد السماعية التي تجمع بين الموسيقى والروحانية. تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف حضور هاتين القصيدتين في التقاليد الموسيقية والثقافية المغربية، مع التركيز على أسلوبهما الموسيقي ودورها في الممارسات الدينية والاجتماعية.

تعريف القصيدتين:

• • البردة:
    • • نظمها الإمام محمد بن سعيد البوصيري (608-696 هـ)، وهي قصيدة ميمية تتألف من 160 بيتًا في النسخة المغربية، بينما تكون 147 بيتًا في النسخة المشرقية.
    • • تُعرف باسم “كواكب الدرية في مدح خير البريّة”، وترتبط بحلم شفي فيه البوصيري من مرضه بعد أن غطاه النبي (صلى الله عليه وسلم) ببردته.
    • • تُعتبر من أكثر القصائد انتشارًا في العالم الإسلامي، وتُحفظ وتُرتل في المجامع الدينية.

• • الهمزية:
    • • قصيدة أخرى للبوصيري، تتألف من 455 بيتًا، وهي على بحر الخفيف.
    • • تُعرف باسم “أم القرى في مدح خير الورى”، وتُعد ثاني أهم قصيدة مديحية بعد “البردة”.
    • • تتميز بروحانيتها وإيقاعها الموسيقي، لكنها أقل شهرة من “البردة” في بعض التقاليد.

التقاليد السماعية المغربية:

تشير “التقاليد السماعية” إلى الممارسات الموسيقية والغنائية في المغرب، وخاصة تلك المرتبطة بالثقافة الصوفية والموسيقى الأندلسية. تشمل هذه التقاليد:

• • الموسيقى الأندلسية، مثل “العمل الفاسي” و”العمل الرباطي”.

• • الغناء في المجامع الدينية، مثل الزوايا والمساجد، وخاصة خلال المولد النبوي.

• • الأداء في المناسبات الاجتماعية والجنائز.

حضور “البردة” في التقاليد المغربية:

• • الأسلوب الموسيقي:
    • • تُغنى “البردة” في “العمل الفاسي”، وهو أسلوب موسيقي أندلسي يتضمن 24 مقامًا موسيقيًا. يُعتبر هذا الأسلوب من أبرز التقاليد الموسيقية في فاس، مع تنويعات محلية مثل “العمل الرباطي” و”العمل السلوي”.
    • • تُرتل “البردة” بأنغام مختلفة، مع استخدام إيقاعات مثل القديم والدرج والبسيط، مما يعكس الابتكار الموسيقي.

• • المراكز والمناسبات:
    • • تُغنى أسبوعيًا في مراكز دينية رئيسية مثل مولاي إدريس أزهر في فاس، وسيدي علي بن عيسى في الرباط، وسيدي أبي العباس السبتي في مراكش.
    • • تُرتل خلال احتفالات المولد النبوي، وخاصة في ال11 يومًا من ربيع الأول، مع وجود أوقاف تضمن استمراريتها.
    • • تُغنى أيضًا في الجنائز، مثل “البردة الجنائزية” في مدن مثل وزان ولراش.

• • التأثير الثقافي:
    • • تُزين أبيات “البردة” جدران المساجد والزوايا، وتُنقش على العملات.
    • • تُرتل في الفجر من المآذن، مما يعزز حضورها الروحي والاجتماعي.

• • التعليقات والمؤلفات:
    • • لها تعليقات مغربية عديدة من علماء مثل ابن خلدون، أحمد الفاسي، أحمد بن عجيبة، ومحمد المكي البيتاري.
    • • شهدت ردودًا شعرية من شعراء مغاربة، مثل المقابلات والخماسيات.

حضور “الهمزية” في التقاليد المغربية:

• • الأداء الموسيقي:
    • • تُغنى “الهمزية” إلى جانب “البردة” في “العمل الفاسي”، مع مقامات محلية مثل “الهمزية الحراقية” و”الهمزية الريسونية” في تطوان.
    • • تفتقر إلى توحيد المقامات الموسيقية، مما يزيد من خطر انقراضها بسبب نقص التوثيق.

• • المناسبات:
    • • تُرتل في احتفالات المولد النبوي، وتُقرأ إلى جانب نصوص أخرى مثل “الشفا” للقاضي عياض.
    • • تُستخدم في المجامع الدينية، مع تركيز على تأثيرها الروحي من خلال المقامات الموسيقية.

• • التعليقات والمؤلفات:
    • • لها تعليقات من علماء مغاربة مثل محمد الحذيكي، محمد بنيس، أحمد التجاني، أحمد بن عجيبة، ومحمد زنيبار السلاوي.
    • • شهدت ردودًا شعرية من شعراء مثل محمد بن عبد الرحمن بن زكري وحمدون بن الحاج السلامي.

المقارنة بين القصيدتين:

• • البردة: تتمتع بتقاليد موسيقية متأصلة، مع وجود 24 مقامًا في الأسلوب الفاسي، وتُعتبر مركزية في المجامع الدينية.

• • الهمزية: أقل توثيقًا، مع خطر الانقراض، وتفتقر إلى التوحيد الموسيقي، لكنها تُعتبر مكملة للبردة في التقاليد.

التحديات والتوصيات:

تواجه “الهمزية” تحديات في الحفاظ عليها، بينما تستمر “البردة” كجزء أساسي من التراث. يُوصى بتوثيق هذه القصائد ودعم المؤسسات الثقافية للحفاظ على هذا التراث.

جدول تفصيلي:

المصادر والمراجع:

تم جمع المعلومات من خلال البحث في مصادر متعددة، بما في ذلك مواقع إلكترونية ودراسات متخصصة، مع التركيز على المصادر المذكورة أعلاه.

• • مقالة القيثارة النبوية في شوارق

• • المدائح النبوية بالمغرب في شوارق

• • شروح مغربية على قصيدتي البردة والهمزية

• • تعريف القيثارة في معجم المعاني

• • معلومات عن القيثارة السومرية